Skip to main content

هل سرق العثمانيون المقتنيات النبويه حقا ؟!!


اعتاد البشر عموما ان يحترموا و يقدسوا اى بقايا او مقتنيات تصلهم ويعتقد انها تخص انبياءهم 

وهذا امر مفهوم ، ولا يخرج المسلمون عن هذا التقليد

اذ احتفظوا بالحجره النبويه فى المدينه ، فى احسن حال ، واحتفظوا بالمقتنيات النبويه ايضا و اعتنوا بها لاقصى ما امكنهم من 
الاعتناء


وهناك حديث معروف فى صحيح مسلم يشير الى احتفاظ اسماء بنت ابى بكر بجبة الرسول عليه الصلاة والسلام بعد ان ورثتها عن السيدة عائشه رضى الله 

هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخرجت إلي جبة طيالسة كسروانية لها لبنة ديباج ، وفرجيها مكفوفين بالديباج ، فقالت : هذه كانت عند عائشة حتى قبضت ، فلما قبضت قبضتها ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها ( .

فى باب اللباس والزينة على حد علمى

واشارات متعدده فى كتب التاريخ الى العناية البالغه بالحجره نفسها كما ترى فى الصوره المرفقه



هذا كان الوضع دائما رغم الخلافات السياسيه و الحروب ، الا ان احدا لم يجروء على المس بهذا الامر ، الا فى مره ارادوا عماره المسجد النبوى و اضطروا لبيع بعض المصابيح الذهبيه التى كانت قد اضيفت من قبل الخلفاء ، لتمويل العماره باعتبارها اولى



تحتوى الغرفه على بعض المتعلقات الخاصه بالنبى عليه الصلاة و السلام و بعض متعلقات الصحابه ، والمصاحف الاثريه والتى يعود بعضها لعصر عثمان بن عفان ، و السيوف من ضمنها سيف النبى عليه الصلاة والسلام ، والعمه ، والعباءة والجبه وحوافظ مذهبه للمقتنيات وغيرها كثير وصلت الى اكثر من 260 قطعه 

الا ان الامر اختلف كثيرا بعد ذلك فى العصر العثمانى 

يقول المؤرخ التركى استاذ التاريخ العثمانى د. خليل اينالجيك فى كتابه الشهير " تاريخ الدولة العثمانيه من النشوء للانحدار " ترجمة د.محمد الارناؤوط ، الطبعه الاولى 2002 دار المدار الاسلامى 

ان السلطان سليم الاول اخذ بعض المخلفات النبويه ( المتعلقات النبويه التى خلفها النبى بعد وفاته ) الى استنبول واعتبرها من شارات الخلافه ( لاحظ ان الخلفاء لم يكونوا قد اخذوها من قبل ، يعنى الخلفاء العباسيين لم يتجرءوا على اخذها ) وكان هذا بعد ان دخل الشام ومصر وقضى على دولة المماليك التى طالما انقذت العالم الاسلامى من الصليبيين و التتار 



ووضعت فى جناح بقصر طوب قابى مع غيرها من المنهوبات الاسلاميه الثمينه 

ثم تكرر الامر بعد هذا ، اذ ارسل فخرى بيك من قبل السلطان العثمانى الى المدينه المنوره ، و قام بنقل الامانات النبويه بعد جردها ، و كان الامر تحت دعوى ( الصيانه والترميم ) ، ويدعى العثمانيون ومن يدافع عن هذا الموقف ان الامر كان لحمايتها من الاستيلاء عليها من قبل الاوروبيين اثناء الحرب الدائره وقتها

لكن انتهت الحروب و انتهت الدوله العثمانيه نفسها بعدها ، ولم تعد المقتنيات النبويه التى تم نهبها الى اليوم

من اغرب ما قيل للدفاع عن هذه السرقه ، ان العثمانيون حرصوا على الحفاظ على تلك المقتنيات ولم يمسوها بسوء بل اعتنوا بها افضل عنايه ، وهو امر غريب حقا ، فانت ان سرقت شيئا ثمينا و حافظت عليه ، فان هذا لا يعطيك ملكيته ، ستبقى سارقا ، والا لاصبح من حق اسرائيل مثلا ان تحتفظ بفلسطين والمسجد الاقصى ، بشرط ان تحافظ عليهم !!!

تستفيد اليوم تركيا  اقتصاديا من الجذب السياحى الذى تحققه تلك المعروضات المسروقه فى متاحفها كما تستفيد الدول الغربيه  ، الاستعماريه من كافة الاثار التى نهبتها عبر العصور السابقه  ، كما ان اردوغان يطمح لاعادة نفسه خليفه على العرب والمسلمين 
ولهذا يدافع باستماته عن ابقاء تلك الامانات المقدسه التى ذهبت للصيانه والترميم ، ولم تعد ....الى اليوم 

فيديو وضح بعض الاثار التى وصلت الى اسطنبول 



 حلقه كامله عن الموضوع  فيديو  TRT  عربيه

Comments

Popular posts from this blog

فيلم الشعله ....معلومات لا تعرفها عن فيلم كان يعرض كل عيد

يتذكر اجيال ما قبل التسعينات   فيلم الشعله ، الفيلم الهندى الاشهر  اعتدنا جميعا ان نشاهده ظهر احد ايام العيد على القناة الثانيه المصرية يرتبط الفيلم مع بعضنا بذكريات الاعياد ، او حتى نوادى الافلام الهنديه ، التى كانت تعرض تلك الافلام وعلى راسها فيلم الشعله كمقهى صغير لجذب الرواد ، منذ نهاية السبعينات  نرصد معا بعض المعلومات عن الفيلم الذى لا ينساه مصرى او مصريه فى ذلك الزمن الفيلم من انتاج عام 1975م  تم تصوير الفيلم لمدة تزيد عن العامين والنصف تم عرض الفيلم فى السينمات لفتره اسطوريه ، تصل الى 5 سنوات تقريبا ، وهو امر غير مسبوق طبعا ابطال الفيلم  ا ميتاب باتشان لم يكن هو البطل الاول للفيلم فى شخصية جاى ، وانما كان فى وقتها نجما صاعدا ، حيث ان مسيرته وقت اختياره كانت 3-4 سنوات فقط فى بوليود بينما كان بطل الفيلم الاول هو  دارمندرا الذى قام بشخصية فيرو  لهذا كانت وفاة اميتاب فى الفيلم طبيعيه ، وان كانت صادمه للجمهور العربى عموما ، والذى يعتبر وجود اميتاب باتشان فى اى فيلم  يعنى انها بطولته المطل...

ما هو ترتيب مصر عالميا من حيث الجريمه المنظمه و خدمات الشرطة ؟

احد الموضوعات الحرجه والتى يتجنب الكثيرون الحديث عنها  واحد اكثر الموضوعات التى حدث فيها غسيل دماغ للمصريين  هناك معيار دولى سنلتزم به وهو تقرير التنافسيه العالمى 2018 The Global Competitiveness Report  يعطى التقرير الشرطة المصريه من حيث الموثوقيه والاعتماديه Reliability of police services درجة 4.8 من اجمالى 7 درجات طبقا للمقياس الخاص بهم  المفترض ان 7 هى افضل مستوى للموثوقيه  و 1 هى اقل مستوى  ترتيب الشرطة المصريه وخدماتها هنا كان 51 عالميا من اجمالى 140 دوله  وهو ترتيب جيد جدا ... انت تقريبا فى الثلث الامامى  ترتيبك فى الجريمه المنظمه هو 43 على العالم ، بسكور 5.3 من 7 ، وهو ايضا سكور جيد جدا بين دول العالم الثالث ، ان لم يكن ممتازا ، ولاحظ انه يرتبط نسبيا بكفاءة جهاز الشرطه ماذا عن دوله مثل تركيا ؟  ترتيب موثوقيه واعتمادية خدمات الشرطة التركية عالميا هو 90 و بسكور 4.1 فقط  الجريمه المنظمه فى تركيا يجعلها فى الترتيب 91 عالميا وبسكور 4.4 اذن باختصار الشرطه فى مصر اكثر ...

الاصلاح الاقتصادى فى عصر مبارك و عصر السيسى ....ما الفارق بين 2003 و 2016 ؟

ينسى الكثيرون ان مصر مرت بتجربة التعويم  قبل 13 عاما من اعادة التجربه مره اخرى فى نهاية 2016 لكن العمليه ليست تعويم عمله فقط ، اننا نتحدث عن عمليتين او محاولتين للاصلاح الاقتصادى فى عصرين مختلفين  نرصد هنا اهم اوجه التشابه و الاختلاف بين التجربتين  لماذا تم التعويم؟ فى 2003 تم التعويم من اجل تنفيذ سياسات اقتصاديه نيوليبراليه جديده يؤمن بها الشاب القادم بقوة من قصر الحكم جمال ابن رئيس الجمهوريه الاسبق محمد حسنى مبارك اظهر مبارك طوال حياته بوضوح لا يقبل الجدل انه ضد فكرة رفع الدعم عن اى شىء وكلمة لا مساس بدعم محدودى الدخل كانت ركنا اساسيا فى كل خطاباته تقريبا  والكل يتذكر هذا بوضوح بالتالى فان نسبة فكرة التعويم له ، هو امر غير واقعى ، الحقيقه انها كانت جزءا اساسيا من الفكر الاقتصادى المطلوب تنفيذه وقتها من قبل جمال ابنه و المجموعه المحيطه به  والتى كانت تهدف لان يحل بعض رجال الاعمال محل الدوله فى كل شىء تدريجيا اما فى نوفمبر 2016 فكان القرار اجباريا لانقاذ الدولة من الافلاس ، نحن نتحدث عن ازمه ماليه واقتصاديه كانت تمر بها مصر ن...