اعتاد البشر عموما ان يحترموا و يقدسوا اى بقايا او مقتنيات تصلهم ويعتقد انها تخص انبياءهم
وهذا امر مفهوم ، ولا يخرج المسلمون عن هذا التقليد
اذ احتفظوا بالحجره النبويه فى المدينه ، فى احسن حال ، واحتفظوا بالمقتنيات النبويه ايضا و اعتنوا بها لاقصى ما امكنهم من
الاعتناء
وهناك حديث معروف فى صحيح مسلم يشير الى احتفاظ اسماء بنت ابى بكر بجبة الرسول عليه الصلاة والسلام بعد ان ورثتها عن السيدة عائشه رضى الله
هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخرجت إلي جبة طيالسة كسروانية لها لبنة ديباج ، وفرجيها مكفوفين بالديباج ، فقالت : هذه كانت عند عائشة حتى قبضت ، فلما قبضت قبضتها ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها ( .
فى باب اللباس والزينة على حد علمى
واشارات متعدده فى كتب التاريخ الى العناية البالغه بالحجره نفسها كما ترى فى الصوره المرفقه
هذا كان الوضع دائما رغم الخلافات السياسيه و الحروب ، الا ان احدا لم يجروء على المس بهذا الامر ، الا فى مره ارادوا عماره المسجد النبوى و اضطروا لبيع بعض المصابيح الذهبيه التى كانت قد اضيفت من قبل الخلفاء ، لتمويل العماره باعتبارها اولى
تحتوى الغرفه على بعض المتعلقات الخاصه بالنبى عليه الصلاة و السلام و بعض متعلقات الصحابه ، والمصاحف الاثريه والتى يعود بعضها لعصر عثمان بن عفان ، و السيوف من ضمنها سيف النبى عليه الصلاة والسلام ، والعمه ، والعباءة والجبه وحوافظ مذهبه للمقتنيات وغيرها كثير وصلت الى اكثر من 260 قطعه
الا ان الامر اختلف كثيرا بعد ذلك فى العصر العثمانى
يقول المؤرخ التركى استاذ التاريخ العثمانى د. خليل اينالجيك فى كتابه الشهير " تاريخ الدولة العثمانيه من النشوء للانحدار " ترجمة د.محمد الارناؤوط ، الطبعه الاولى 2002 دار المدار الاسلامى
ان السلطان سليم الاول اخذ بعض المخلفات النبويه ( المتعلقات النبويه التى خلفها النبى بعد وفاته ) الى استنبول واعتبرها من شارات الخلافه ( لاحظ ان الخلفاء لم يكونوا قد اخذوها من قبل ، يعنى الخلفاء العباسيين لم يتجرءوا على اخذها ) وكان هذا بعد ان دخل الشام ومصر وقضى على دولة المماليك التى طالما انقذت العالم الاسلامى من الصليبيين و التتار
ووضعت فى جناح بقصر طوب قابى مع غيرها من المنهوبات الاسلاميه الثمينه
ثم تكرر الامر بعد هذا ، اذ ارسل فخرى بيك من قبل السلطان العثمانى الى المدينه المنوره ، و قام بنقل الامانات النبويه بعد جردها ، و كان الامر تحت دعوى ( الصيانه والترميم ) ، ويدعى العثمانيون ومن يدافع عن هذا الموقف ان الامر كان لحمايتها من الاستيلاء عليها من قبل الاوروبيين اثناء الحرب الدائره وقتها
لكن انتهت الحروب و انتهت الدوله العثمانيه نفسها بعدها ، ولم تعد المقتنيات النبويه التى تم نهبها الى اليوم
من اغرب ما قيل للدفاع عن هذه السرقه ، ان العثمانيون حرصوا على الحفاظ على تلك المقتنيات ولم يمسوها بسوء بل اعتنوا بها افضل عنايه ، وهو امر غريب حقا ، فانت ان سرقت شيئا ثمينا و حافظت عليه ، فان هذا لا يعطيك ملكيته ، ستبقى سارقا ، والا لاصبح من حق اسرائيل مثلا ان تحتفظ بفلسطين والمسجد الاقصى ، بشرط ان تحافظ عليهم !!!
تستفيد اليوم تركيا اقتصاديا من الجذب السياحى الذى تحققه تلك المعروضات المسروقه فى متاحفها كما تستفيد الدول الغربيه ، الاستعماريه من كافة الاثار التى نهبتها عبر العصور السابقه ، كما ان اردوغان يطمح لاعادة نفسه خليفه على العرب والمسلمين
ولهذا يدافع باستماته عن ابقاء تلك الامانات المقدسه التى ذهبت للصيانه والترميم ، ولم تعد ....الى اليوم
فيديو وضح بعض الاثار التى وصلت الى اسطنبول
حلقه كامله عن الموضوع فيديو TRT عربيه







Comments
Post a Comment