فورين بوليسى ، اسم رنان فى عالم الصحافة السياسية العالميه
لا يختلف لدى المختصين عن رنين اسماء مثل البى بى سى او فوكس نيوز لدى عامة المتابعين للاخبار
ولا يختلف عنهما ايضا فى موقفهم من الشرق الاوسط
من حيث ميلهم الدائم للمحور الداعم لسنوات الفوضى العربيه
ونعنى محور تركيا - ايران - قطر
المدعوم بقوه من كافة الاجنحه التى رتبت للمؤامره سواء من الديمقراطيين برئاسة اوباما شخصيا ، او الجمهوريين من امثال ماكين وغيره ، اضافة للدعم المعروف من عاصمة الضباب ، ثم التابعين الغربيين المعتادين فى برلين و باريس و روما ، والكل ركض ليدرك جزءا من كعكة الطاقة والثروات قبل ان يلتهمها العملاق الامريكى وحده
وهم فى المجمل مناهضين بقوة للمحور العربى الجديد الذى فرض نفسه على الساحة ، ثم جاء ترامب كصدمه للمحور القديم
وتعامل ترامب مع الواقع الجديد ورأى فيه محورا اكثر واقعيه على الارض من المحور المكلف السابق ، والذى لم يحقق نجاحا حقيقيا رغم مئات المليارات التى انفقت ، بل وبدأ يخسر كل مكاسبه امام المحور الجديد
محور مصر - المملكه - الامارات
لمزيد من التفاصيل عن التغيرات راجع مقالات نحن والغرب...عقدين من التحولات والذى انضمت اليه الاردن و القوى الصاعدة فى ليبيا و السودان ولا يزال القوس مفتوحا للمزيد
اليوم تقوم الفورين بوليسى بما كانت تقوم به من سنوات ، بنفس الوقاحه وربما زيادة
لمن لا يعلم فان المجله الشهيره ، اسسها صامويل هنتجتون ، صاحب فرضية " صراع الحضارات " الشهيره وذات الصبغه شديده العنصريه ، والتى تسعد بكل تاكيد مع اى ظهور لارهابيين منسوبين اعلاميا للمسلمين , حيث يعتبرها اثباتا على صحة فرضيته الى اليوم ، ولا تستغرب ان الذى اكد على ان صراع الغرب سيكون مع الاسلام ، سيكون داعما لقوى الاسلام السياسى التخريبيه ، لانها الوسيله المضمونه لتاكيد نظريته ، والتى ستنتهى عند اى صراع مباشر ، بانتصار الغرب انتصارا عسكريا ساحقا بلا شك ، كما يحدث مع القاعده او داعش ، فقط عندما يرغب الغرب انهاء اللعبه
فورين بوليسى نشرت مؤخرا مقالا للترويج لكل الخزعبلات الاردوغانيه عن قبرص ، بشكل شيك
يعنى حاولت ان ترضى اردوغان ، من خلال حل وسط ، يحقق مصالحه
وتحت عنوان رنان
" الغاز من اجل السلام " بتاريخ 28 مايو 2019
حسنا كيف سيكون الغاز من اجل السلام كما يريد داعموا محور الارهاب ؟
يقول الكاتب ان التوازن الاستراتيجى هو ما ابقى شرق المتوسط هادئا طوال السنوات الماضيه ، وان هذا التوازن اختل ، طبعا واضح انه يعتبر ان العربده التركيه ، بالتعاون مع اسرائيل ، كان اسمه توازن استراتيجى ، وان العنصر الوحيد الذى جد على المشهد وتسبب فى اختلاله كما يرى الكاتب - والذى سنتناوله هو شخصيا بعد قليل - هو مصر ، دون ان يسمها بشكل مباشر ، لكن الامر لا يحتاج ذكاء لتفهم هذا ، فقبرص او اليونان لم يجد عليهما شىء
يقول الكاتب ايضا ان سياسة حافة الهاويه التى انتهجتها تركيا بارسال سفن التنقيب والحفر - وهو هنا لا يوجده اى ادانه لهذا الفعل غير القانونى ، بل ويبرره انها " وجهة نظر تركية للدفاع عن القبارصة الاتراك " - كانت رد فعل لاستبعادها من منتدى شرق المتوسط ....
هل تفهم ما يريد ان يقوله الكاتب ؟ تركيا تتصرف كرد فعل ؟ على ما يعتبره هو ضمنا تهميشا لدورها ؟
انه ابراء كامل لذمة العدوان التركى ... والقاء تبعاته على الاخرين
ويقول ان التقارب القبرصى المصرى سيؤدى الى ان يمر الغاز القبرصى بعيدا عن الانابيب التركيه ، وبالتالى فهذا ضرر واقع على تركيا ، وهو ما يعتبره ( استفزازا ) قد يؤدى الى تصاعد الامور ...وكانما من المفترض ان يستأذن الجميع من العربجى الاناضولى ، والذى لا يملك اى غاز طبيعى ليشارك به فى المنتدى ، ويرفض تماما اى انصياع للقانون والدولى ، ويرفض ترسيم الحدود ، ويرفض قانون ترسيم البحار ويرفض احترام سيادة جيرانه ، و ينتهكها كلما امكنه هذا
كل هذا تغاضى عنه من اجل ماذا ؟
تعالى نكمل الوقاحه
يقترح الكاتب فكره لوذعيه ، هى الغاء المنتدى المذكور ، من اجل عمل مركز اقليمى للطاقة ، جديد
طبعا غير مصر
هو يريد ان تكون قبرص هى المركز الاقليمى الجديد ، سوق توزيع الطاقه
ثم ان يكون هذا المركز موجودا على الحدود بين قبرص الشماليه والجنوبيه ( يعنى بين الاحتلال التركى وقبرص ) و ليرسخ التواجد التركى ويضفى عليه شرعيه امر واقع ومصالح اقتصاديه لاوروبا والغرب
ويقول انه يمكن تداول الغاز ماديا فى قبرص وان تدير اسطنبول من خلال بورصتها عقود الطاقه ، وانه لا بأس من ان تنال بورصة القاهره و تل ابيب بعض العقود ( ذرا للرماد فى العيون ) طبعا بعد ان يكتفى الاناضولى
ولا ينسى الكاتب الاشاده بسوق الطاقه والكهرباء التركيه التى تم تحريرها تماما ، وهى نفس الخطوات التى تسعى مصر لتنفيذها حاليا ، مع التوسع الضخم ف انتاج الكهرباء ورفع الطلب على الغاز ، مع توفر محطات الاساله ، والبنيه التحتيه المطلوبه ، لكنه سيتجاهل كل هذا ، ويتجاهل التوافق الحقيقى بين مصر وقبرص واسرائيل ، على الاستفاده من الثروات ، وبموافقة القانون الدولى بعد ترسيم الحدود ، وهو ما يعنى توازنا حقيقيا ، وليس مبنيا على بلطجة طرف وعدم قدرة الباقين على الرد ، كما كان الوضع سابقا
يتجاهل ان هذا الاقتراح يستبعد مصر ، بينما يتحدث هو عن استيعاب الجميع واعطاءهم فرص للازدهار
يقول ان مصر لديها محطتين تسييل فعلا ، لكن تركيا لديها اماكن تخزين اكثر وهى اقرب لاوروبا ، ويمكن تحقيق السلام الوهمى الذى يروج له ، والمبنى على العربده التركيه بلا رداع ، وانه لا داعى لان تقوم مصر بضخ استثمارات فى تطوير بنيتها اكثر ، لان تركيا لديها بنيه جيده فى رأيه وتكفى ، لماذا مصر اذن ؟
يضيف ايضا " أن يساعد مركز التجارة الافتراضي في تطوير إنتاج الغاز الطبيعي في غزة من خلال تزويد غزة بمنفذ للصادرات لا يعتمد على تلبية المصالح المصرية والإسرائيلية. "
طبعا الكلام واضح ، أنه تلميح لحماس وعلاقتها بتركيا ، واردوغان تحديدا ، وان تركيا ستكون مسئوله عن هذه الاستثمارات بعيدا عن المصالح المصريه والاسرائيليه ، كفايه المصالح التركيه
لاحظ انه لا كلام عن فلسطين ، فقط غزه ، العميل المزدوج الذى يريده الصهاينه للقضاء على فكرة فلسطين
ثم ينتقل للختام فيقول
"
من خلال تشجيع تجارة الكهرباء بين الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط ، يشكل التبادل الافتراضي أيضًا وجسرًا مهمًا للتسويق واسع النطاق في نهاية المطاف للكهرباء إلى أوروبا المتولدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من الطاقة الشمسية.
أخيرًا ، سيخلق التبادل الافتراضي فرصًا تجارية في مجالات الغاز الطبيعي المسال والخدمات التكنولوجية والخدمات المالية للشركات المحلية والشركات الأجنبية من روسيا والاتحاد الأوروبي التي تشارك بالفعل بكثافة في طاقة شرق المتوسط.
إن النهج الأكثر فاعلية من الناحية التجارية لتطوير وتسويق الغاز الطبيعي لشرق المتوسط هو النهج الذي يمكن أن يعزز التعاون الإقليمي: يمكن للتبادل الافتراضي أن يخلق سلامًا حقيقيًا في شرق البحر المتوسط.
لاحظ انه يتجاهل تماما الكلام بشكل مباشر عن الاتفاقات الموقعه بين مصر وقبرص والاتحاد الاوروبى لتوصيل الكهرباء
هو يفضل ان يتم توجيه الاستثمارات والتعاون الى قبرص من اجل خدمة الوضع التركى ، وبالاداره والاستفاده التركيه لان لديها البنيه اللازمه عكس قبرص ، وعلى حساب منافسها الذى اطاح بها من المنطقه ، مصر
هذا يجعلك تفهم لماذا الاصرار والاسراع المصرى فى طريق تحرير الطاقة ، ولماذا التفكير فى بيع محطات الكهرباء ، انت توقف كل محاولات المحور الداعم للارهاب من سلب حقك فى التطور والنمو لصالح تركيا
بامكانك مراجعة مقال بيع محطات الكهرباء من هنا
وانت بتشكيكك وعدم وعيك بما يحدث اقليميا تساعد هؤلاء على مخططهم
بالنسبه للكاتب
فكما ترى فهو يعمل فى الجامعة العبرية ، و مركز دراسات استراتيجيه فى انقره بتركيا
وهنا علينا ان نتساءل ، كيف يمكن ان تسمح جريده مثل فورين بوليسى ، لشخص لديه تضارب مصالح بهذا الشكل الفج الوقح ، والذى يعتبر بشكل مباشر ، مستفيدا ماديا من تركيا ونظامها ، ان يروج على صفاحتها ، لما يرغبه النظام التركى
الحقيقه ان هذه الفضيحه ليست الاولى فى المجله الشهيره
وسنتناول تباعا فى مقالات لاحقه ، كيف كانت المجله فى حقيقتها ، مجرد بوق اعلامى لمحور دعم الارهاب ، وباقصى وقاحه ممكنه
Comments
Post a Comment