Skip to main content

مفاجأة ..هل تدرس مصر انشاء محطة اسالة جديده فى سيناء ؟


نشر موقع جلوبز الاسرائيلى تقريرا مثيرا للاهتمام بخصوص ما دار فى منتدى غاز شرق المتوسط فى اواخر يوليو 2019 بالقاهرة 

حيث تحدث عن فكرة انشاء محطة اسالة للغاز الطبيعى فى سيناء على البحر الاحمر بغرض التصدير الى دول اسيا ودون المرور بقناة السويس  ، بينما تعمل المنشات المصريه الحاليه على البحر المتوسط فى التصدير الى اوروبا 

طرحت فكرة بناء المنشأة خلال الزيارة التي قام بها إلى مصر الأسبوع الماضي وزير البنية التحتية والطاقة والموارد المائية الدكتور يوفال ستينيتز. تُظهر الزيارة التي تمت قبل انعقاد مؤتمر لوزراء الطاقة من المنطقة أن العلاقات بين الحكومة الإسرائيلية و والحكومة المصرية بشأن الغاز الإسرائيلي قد تم تقويتها وتعزيزها.

يزعم الموقع ان الفكره طرحت من قبل فى اطار شديد السريه ، وانها تلقى قبولا عاما من الطرفين  ، ويقول انها فكرة اسرائيليه بالاساس 

ربما تكون المشاركه الامريكيه الاخيره فى المنتدى جزءا من هذه الفكرة ، لانها ببساطه بحاجه لمزيد من التمويل الذى يقدر ما بين 10 -15 مليار دولار ، والموافقه الامريكيه ستكون مهمه فى مثل هذا الامر ، اضافة الى ان الجوانب السياسيه والامنيه من الموضوع ليست بهينه ، خصوصا ان انشاء هذه المحطه يعنى غالبا تضاعف التعاون بين البلدين فى مجال تصدير الغاز والحفاظ على امن خطوط الانابيب التى سيتم انشاءها  ، ومن المرتقب ان تكون الحقول الاسرائيليه هى المصدر الاساسى للغاز ، بينما تترك المنشات الشماليه لاسالة الغاز ( ادكو ودمياط )  للغاز القبرصى والمصرى مستقبلا 

لا تمتلك اسرائيل خبرات سابقه فى انشاء هذه المحطات او تشغيلها، اضافة لضيق الاماكن المتاحه لها  نظرا لصغر مساحة الدوله هناك و ضيق ايلات ، المنفذ البحرى الوحيد على البحر الاحمر، ما يجعلها تجد معارضه بيئيه كبيره هناك ، بينما لا تعانى مصر من نقص فى المساحات المتاحه دون تاثير بيئى كبير ، اضافة الى ضعف المعارضه البيئيه فى الدوله المصريه اساسا ، حيث لا يعلوا صوت فوق صوت الاقتصاد 

مشروع كهذا سيقوى التعاون بين الدولتين و ينقله الى مستوى اخر ، اضافة الى انه يعنى تطبيقا عمليا للسلام على الارض وابعاد بشكل اكبر بسبب المصالح المشتركه التى يتم تكوينها ، لشبح الحرب وتخوفاتها بين العدوين العتيدين ، ويضفى مزيد من الاستقرار على سيناء ، وربما يعنى مزيد من امكانات ضخ الاستثمارات الي شبه الجزيره التى عانت قديما من الحروب والاهمال

التواجد الامريكى كمشجع وضامن للاستقرار بالنسبه للطرفين ، مهم ، لكن فى كل الاحوال فان الطرفين لا يحتاجان لمزيد من التشجيع 

فمصر التى تسعى بقوه الى التحول الى مركز اقليمى للطاقة سعت الى اقناع الامريكى بأهمية هذا التحول ، و ساعدها الطاووس الاناضولى بتصرفاته الاخيره عندما ارتمى فى احضان الروس ، وهو ما يقلق الامريكى ويزعجه ، ولعله يرى فى المشروع المصرى الطموح ردا مبدئيا مناسبا على الطموحات التركيه المتعاونه مع الروس فى مجالات الغاز ، والتى تهدد الامن الاوروبى ، والذى تعتبره امريكا فناءها الامامى 

هذا عن مصر التى تعتبر فكرة كهذه تتويجا لطموحاتها  واضافة كبيره لموقعها كمركز اقليمى للغاز

فماذا عن اسرائيل نفسها ؟

ترى اسرائيل ان القدرات المصريه الحاليه فى الاساله ، ليست ضخمه بما يكفى لتصدير انتاجها الكبير من الغاز بعد تشغيل حقل ليفاثيان  اضافة الى حقل تامار ومع دخول المنافسه القبرصيه فان الامر سيزداد  صعوبه ، خصوصا ان اوروبا كمستورد ، تستهدف تقليل الاعتماد على الوقود الحفرى عموما لتقليل الانبعاثات ، مما يجعل المستقبل اكثر قتامه للغاز الطبيعى 

هنا كان التفكير فى التصدير للشرق ، اسواق الصين و الهند و شرق اسيا 

لكن تبقى اشكالية محطة الاساله شديدة التكلفه وربما تجعل الغاز الاسرائيلى غير تنافسى 

اضافة الى تخوفات استراتيجيه وامنيه ، تفضل دائما ان تبقى محطات الاساله الهامه داخل حدود اسرائيل ، قرب ايلات وهو امر يمكن تفهمه 

ولهذا يتجاذب اسرائيل الصراع بين الفكرتين 

مضاعفة التعاون مع المصريين وتقليل العداء التاريخى مما له دور ايجابى على استقرار الدولتين مستقبلا 

او الانكفاء والاكتفاء بانشاء المحطه فى ايلات ومواجهة تضاعف التكاليف و الاحتجاجات الداخليه 

طبعا اذا تم انشاء المشروع  فقد يعنى هذا انهاء فكرة خط غاز شرق المتوسط الذى كانت تحلم اسرائيل بانشاءه ويمتد الى جنوب اوروبا 

لا خلاف على ان مشروعا عملاقا كهذا ، ان تم على الارض سيكون له تاثيرات مستقبليه كثيره يدرسها الطرفان ، وعلى ما يبدوا ان الامريكى له رؤيه اضافيه سياسية  تشجع الفكره ، ان صحت التقارير التى تتحدث عنها 

المقال لمن يرغب فى قراءته  هنا

Comments

Popular posts from this blog

فيلم الشعله ....معلومات لا تعرفها عن فيلم كان يعرض كل عيد

يتذكر اجيال ما قبل التسعينات   فيلم الشعله ، الفيلم الهندى الاشهر  اعتدنا جميعا ان نشاهده ظهر احد ايام العيد على القناة الثانيه المصرية يرتبط الفيلم مع بعضنا بذكريات الاعياد ، او حتى نوادى الافلام الهنديه ، التى كانت تعرض تلك الافلام وعلى راسها فيلم الشعله كمقهى صغير لجذب الرواد ، منذ نهاية السبعينات  نرصد معا بعض المعلومات عن الفيلم الذى لا ينساه مصرى او مصريه فى ذلك الزمن الفيلم من انتاج عام 1975م  تم تصوير الفيلم لمدة تزيد عن العامين والنصف تم عرض الفيلم فى السينمات لفتره اسطوريه ، تصل الى 5 سنوات تقريبا ، وهو امر غير مسبوق طبعا ابطال الفيلم  ا ميتاب باتشان لم يكن هو البطل الاول للفيلم فى شخصية جاى ، وانما كان فى وقتها نجما صاعدا ، حيث ان مسيرته وقت اختياره كانت 3-4 سنوات فقط فى بوليود بينما كان بطل الفيلم الاول هو  دارمندرا الذى قام بشخصية فيرو  لهذا كانت وفاة اميتاب فى الفيلم طبيعيه ، وان كانت صادمه للجمهور العربى عموما ، والذى يعتبر وجود اميتاب باتشان فى اى فيلم  يعنى انها بطولته المطل...

ما هو ترتيب مصر عالميا من حيث الجريمه المنظمه و خدمات الشرطة ؟

احد الموضوعات الحرجه والتى يتجنب الكثيرون الحديث عنها  واحد اكثر الموضوعات التى حدث فيها غسيل دماغ للمصريين  هناك معيار دولى سنلتزم به وهو تقرير التنافسيه العالمى 2018 The Global Competitiveness Report  يعطى التقرير الشرطة المصريه من حيث الموثوقيه والاعتماديه Reliability of police services درجة 4.8 من اجمالى 7 درجات طبقا للمقياس الخاص بهم  المفترض ان 7 هى افضل مستوى للموثوقيه  و 1 هى اقل مستوى  ترتيب الشرطة المصريه وخدماتها هنا كان 51 عالميا من اجمالى 140 دوله  وهو ترتيب جيد جدا ... انت تقريبا فى الثلث الامامى  ترتيبك فى الجريمه المنظمه هو 43 على العالم ، بسكور 5.3 من 7 ، وهو ايضا سكور جيد جدا بين دول العالم الثالث ، ان لم يكن ممتازا ، ولاحظ انه يرتبط نسبيا بكفاءة جهاز الشرطه ماذا عن دوله مثل تركيا ؟  ترتيب موثوقيه واعتمادية خدمات الشرطة التركية عالميا هو 90 و بسكور 4.1 فقط  الجريمه المنظمه فى تركيا يجعلها فى الترتيب 91 عالميا وبسكور 4.4 اذن باختصار الشرطه فى مصر اكثر ...

لماذا تحالف اليساريون مع الاخوان؟ الحلقة الاولى..... اليسار

الحلقة الأولى  اليسار المقال ده باجزاءه ، غرضه التبسيط والتوضيح للقارىء العادى ، وليس الخلاف حول التعريفات السياسية المتخصصه هحاول هنا اربطلك شوية حاجات تبدوا مبهمه احيانا للقارىء العادى لحد ما نوصل مع بعض لاجابة السؤال اللى فوق اى عارف بتاريخ اليسار سواء فى مصر او غيرها ، سيعلم علم اليقين ان العلاقة بينه وبين اليمين الدينى المتطرف وجماعاته "كجماعة الاخوان" كانت دوما علاقة عداء صريح ، علاقة يشوبها الاتهامات المتبادله ، وانعدام الثقه لكن اى نظرة لعلاقتهم فى السنوات الاخيره ستصيبك بالاندهاش ، اصبح الاثنان فى معسكر واحد دوما ، وعادة ما يكون هذا المعسكر ضد الدوله نفسها ، والانكى ان تجليات التعاون عادة ما تنتهى فى غير صالح اليسار، فلماذا التعاون والالتصاق المستمر اذن؟! لكى نفهم الامر بشكل افضل تعال فى رحله بسيطه حول المسميات والافكار من هم اليساريون؟ كلمة اليسار فى الفكر السياسى تعود اساسا لعصر الثورة الفرنسيه عندما كان المعترضون او المعارضون ، الراغبين فى هدم النظام الحالى واستبداله بنظام اخر يجلسون الى اليسار ، بينما المؤيدون والمحافظون وال...