بدأت الدول الافريقيه فى التفكير ودراسة تطبيق اتفاقية التجارة الحرة بينها تقريبا منذ عام 2013 بشكل جدى لتشكل اكبر اتفاقية تجارة حرة قاريه فى العالم من حيث عدد الدول المشاركه ( اجمالى الدول الافريقيه 55 دوله تقريبا) ما يجعلها اتفاقيه عملاقه
عدد سكان القارة يبلغ نحو مليار وربع المليار نسمه
والناتج الاجمالى لدول القاره يصل الى 3.4 تريليون دولار ، يتصدرهم نيجيريا العملاقى النفطى ، ثم جنوب افريقيا و مصر
عدد سكان القارة يبلغ نحو مليار وربع المليار نسمه
والناتج الاجمالى لدول القاره يصل الى 3.4 تريليون دولار ، يتصدرهم نيجيريا العملاقى النفطى ، ثم جنوب افريقيا و مصر
احد اهم المشكلات التى تعانى منها القاره اقتصاديا كانت ضعف الاستثمارات الاجنبيه وضعف البنيه التحتيه ، وضعف التمويل اللازم لاصلاح كل هذا ، اضافة الى خروج ثرواتها الى الدول الغنيه بثمن بخس دون اضافة قيمه حقيقيه تساعد على توطين الصناعه والتكنولوجيا
يفترض فى المنطقه التجاريه الحره القاريه ان تساعد نسبيا فى علاج كل هذا لانها تشجع على جذب الاستثمارات الاجنبيه الى الدول المجتهده فى جذبها بالقاره السمراء
اضافة الى انها ستقلل من تسرب الثروات والموارد الطبيعيه ، لانها ستشجع على استثمارها محليا وبيع جزء منها الى دول القاره ، ما يجعل الموارد بنسبه اكبر قابله للتدوير داخل القاره لصالح تنميتها بشكل اكثر استدامه
فى 2015 عقد فى اديس ابابا باثيوبيا ، اجتماعا لدفع الاتفاقيه للامام بمزيد من التخطيط والاصرار
ثم فى 2018 تم التوقيع عليها من قبل 44 من الدول الأعضاء البالغ عددها 55 دوله وذلك فى كيجالى عاصمة رواندا
ثم وصلت الدوله الموقعه قبل نهاية 2018 الى 52 دوله وامتنعت 3 دول عن التوقيع وهى اريتريا و بنين و نيجيريا وستدهم فى الخريطة باللون الرمادى
يعتقد ان نيجيريا ارتأت فى نفسها سوقا مستقلا بذاتها ولا تحتاج لمثل هذه الاتفاقيه ، حيث يبلغ عدد سكانها نحو 180 مليون نسمه كما انها اجتذبت جارتها بنين لهذا الراى ببعض الضغوط
لكن بمرور الوقت ، وجدت نيجيريا ان هذا التصلب والعناد سيكون له عواقب ربما تكون وخيمه من حيث هروب الاستثمارات من الدوله البتروليه العملاقه ، اكبر اقتصاد افريقى ، فاستسلمت مؤخرا جدا ووقعت على الاتفاقيه هى وبنين ، بعد ان تفهمت ان مخاوفها من المنافسه لابد من مواجهتها بمزيد من العمل وليس بدفن الرؤوس فى الرمال والتحصن وراء جدران حمائيه عتيقه
ولم يتبق سوى اريتريا والتى يعتقد ان تشارك قريبا بعد ان تحسنت علاقاتها باثيوبيا
تهدف الاتفاقيه لجعل البضائع الافريقيه ارخص داخل القاره و اعطاءها اولويه وميزه نسبيه مقارنه بغيرها ، مما يساعد على تطوير الصناعات فى هذه الدول ، وزيادة التعاون والتجاره البينيه
الدور المصرى
وعلى الرغم من انه للوهله الاولى قد يبدوا ان مصر ليس لها دور كبير فى الموضوع ، فلك ان تعلم انه لكى تصل الاتفاقيه لحيز التنفيذ كان لابد من التصديق على الاتفاقيه بعد توقيعها ، وكان النص على 22 دوله فقط كعدد كافى لاعتماد الاتفاقيه والبدء فى تنفيذها ، ولك ان تعلم مصر هى الدوله الوحيدة فى شمال افريقيا التى صدقت على الاتفاقيه ، فلا المغرب ولا تونس ولا الجزائر ولا ليبيا قامت بالتصديق عليها حتى تاريخه
كما ان لقاءات الرئيس المصرى الذى يتولى قيادة الاتحاد الافريقى مؤخرا لعدد من الدول وما صاحبه بعد ذلك من مصادقات على الاتفاقيه كان امرا ملفتا للنظر ، على سبيل المثال جامبيا ، وهى الدوله 22 التى صدقت على الاتفاقيه ( وسبق ان شرحنا ان هذا الرقم هو المطلوب لكى تصبح الاتفاقيه فى حيز التنفيذ ) قد التقى رئيسها ، الرئيس المصرى ، مرتين فى 6 اشهر فقط ، الاولى فى ديسمبر 2018 والثانيه فى مايو 2019 ، وهو امر ملفت للنظر كما ترى خاصة انها ليست دولة جوار ، وليست دوله كبيره
وقد أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس مديري بنك الاستثمار الإفريقي، نظام المدفوعات والتخليص الرقمي، خلال المشاركة بالقمة الإفريقية الاستثنائية.
كيف تعمل الاتفاقيه ؟
تهدف الاتفاقيه الى تخفيض الرسوم الجمركيه (والغاءها مستقبلا ) على اغلب السلع التى تنتجها الدول الاعضاء ، والغاء او تخفيض حصص الاستيراد ذات المنشا الافريقى ، لتشجيع الدول الافريقيه على تبادل التجاره من اجل مزيد من التكامل والتنميه ، ولتشجيع تطوير الطرق ووسائل المواصلات والتأمين واللوجستيات ، ما يسهل من مضاعفة التجارة البينيه بشكل كبير خلال السنوات القادمه
من المتوقع ان تزيد ايرادات الدول بمليارات الدولارات ، كما يزيد معدلات النمو لاغلب الدول الاعضاء بنسب متفاوته كتاثير مباشراضافة الى تحسن العجز التجارى للدول الافريقيه وتحسن معدلات البطاله
ماذا تقول الصحف الاجنبيه ؟
كما انها وصفت الامكانات المستقبليه للاتفاق
" لأفريقيا الكثير من اللحاق بالركب: فقد شكلت تجارتها داخل الإقليم 17٪ فقط من الصادرات في عام 2017 مقابل 59٪ في آسيا و 69٪ في أوروبا ، وأفقدت إفريقيا الطفرات الاقتصادية التي شهدتها الكتل التجارية الأخرى في الآونة الأخيرة عقود.
الفرص والتحديات
تشكل الاتفاقيه فرصه استثماريه هائله لكل المصنعين والمستثمرين والمنتجين ، لكل فرد فى تلك الشعوب المكافحة بحق ، اما المتكاسلين فستكون ضربه ساحقه لهم حيث من المتوقع ان تغزوا الصناعات المنافسه بمنتجاتها الرخيصه اسواق اغلب تلك الدول
لهذا لا تستغرب توقيع وتصديق مصر و جنوب افريقيا بحماس على الاتفاقيه
لهذا لا تستغرب توقيع وتصديق مصر و جنوب افريقيا بحماس على الاتفاقيه
من اهم التحديات التى ستجعل استمراريه الاتفاقيه تحديا للجميع هى ان تحقق للجميع قدرا من المكاسب ، اى استراتيجيه الفوز للجميع ، وهو امر شديد الصعوبه ، والا قد تلاقى امامها تحديا بالانسحابات المتتاليه منها ، ما يجهض التجربه
كما ان بعض القوى قد تجد من مصلحتها فى شرذمة الدول فى القاره السمراء وقد تغرى بعضهم للانسحاب وتشجع الاخرين لافشال التجربه من اجل استمرار احتكارها للاستثمار الاجنبى
يضاف لما سبق كل التحديات المعروفه من الاضطرابات السياسيه والامنيه ، والتحديات التنمويه من حيث ضعف التمويل و البنيه التحتيه والقوى البشريه ذات القدره المعرفيه الكافيه لتحويل الطاقات الكامنه الى انتاج
Comments
Post a Comment