Skip to main content

سلسلة كيف تطورت تلك الأمم ؟ حقائق واوهام !....اليابان... الجزء الرابع...اعادة البناء


تكلمنا فى الحلقة السابقة عن الهزيمة الساحقة لليابان واستسلام الامبراطور للجيش الامريكى عقب المغامره اليابانيه فى الشرق و استفادتها من الحربين العالميتين

كان هذا انكسارا ضخما للعقيده اليابانيه نفسها ، لان الالهه لا تخسر ، فلماذا خسروا وهم جندها ؟!! اليابانى لم يجرب احتلالا لارضه ابدا ، فماذا جد فى الكون ؟!!

لكن كما قلت لك ، اليابانى يعرف ان حياته قصيره ، هذا هو ما تعلمه من طبيعة بلاده ، فلا يتوقف كثيرا ليندب و يلطم (عكسنا طبعا حيث نحب ان نعيش فى اجواء الحزن على مهلنا عندنا الاربعين و عندنا السنويه وغيره ، ورانا ايه !! ) ، فهو لا وقت لديه ، لان الطبيعه لم تكن لترحمه ان فعل !

قرر ان يراجع نفسه مره اخرى ، رأى انه تقدم وازدهر بعملية التحديث الغربى لنفسه فى فترة منجى ، وهو يجيد التقليد جدا كما ذكرنا، فلماذا لا يفعل ما يجيده ؟

قرر اليابانى ان يستسلم فعلا لحين ان يصبح اقوى ، لانه فهم ان تقدمه العسكرى رغم كل شىء لا يزال بسيطا مقارنة بالدول الغربيه ، الانبهار اليابانى بالغرب المتقدم و القوى اقتصاديا وعلميا و عسكريا ، جعلهم ينظرون للامر بشكل عملى تماما ، حتى انه كانت هناك دعوات لنبذ اللغه اليابانيه والتوجه للانجليزيه ، و ارتداء الملابس الغربيه ، و الثقافه الغربيه و الطعام الغربى ، وكافة مناحى الثقافه والحياه الغربيه ، ووصل الامر الى دعوات لضرورة التزاوج مع الاوروبيين والامريكيين ، من اجل نقل ( الدماء ) الغربيه الى اليابان بل وفكر البعض فى اعتناق المسيحيه ايضا لعلها تكون السبب !!!

هذه الدعوات قد تبدوا مفرطه التطرف ، ووقت بزوغها فى عصر المنجى لم تلق الكثير من الاهتمام ، الا انها وجدت ازدهارا اكبر واقبالا اوسع عقب الهزيمه فى الحرب العالميه الثانيه ، ووجد الشباب اليابانى الامر عمليا ومنطقيا ، فان كانت غير قادر على هزيمة عدوك ، فلماذا لاتتحد معه وتصبحان شيئا واحدا ؟!!!

وافق هذا الطبيعه اليابانيه التى تجيد التقليد باعتباره امرا سهلا وعمليا لن يستغرق وقتا طويلا فى اعمارهم القصيره ، وفى نفس الوقت وافق الظروف السياسيه حيث انه بعد الاحتلال الامريكى ، كانت لامريكا اجنده محدده ينفذها الجنرال ماك ارثر ، الحاكم 

الفعلى لليابان انذاك
-----------------------------------------

 تغيير قناعات اليابانيين القديمه ( التى ذكرناها سابقا ) بخصوص قدسية الامبراطور ، وسمو العنصر اليابانى ، وقام الامبراطور بنفسه بتوجيه خطاب للامه اليابانيه يعلن ان تلك ( تقاليد باليه ) وانتهاء تقديس الامبراطور ، وفكرة تفوق اليابانى على من سواه 

 تفكيك القوه العسكريه اليابانيه نهائيا حتى لا يعاد بناءها ، فتم تسريح الجيش ، و ( تصفية ) قادته تحت اسم محاكمات ، ووصل الامر لاعدام الاف العسكريين ، لانهاء اى خطر عسكرى من اليابان

تفكيك الكيانات الاقتصاديه العملاقه التى سبق ان ذكرناها باعتبارها اداة من ادوات الامبرياليه اليابانيه 

 استبعاد المدنيين ذوى الافكار الشيوعيه ، والافكار القوميه المتطرفه من العمل السياسى والحكومى ، بل ومحاكمة بعضهم 

 كتابة دستور يابانى جديد تتنازل فيه اليابان عن حقوقها الطبيعيه فى وجود جيش يحميها ، و عن حقها فى اعلان الحرب على اى معتدى عليها !

اجبار اليابان على طلب بقاء القوات الامريكيه لحمايتها ضد الشيوعيه 

 اعادة بناء النظام السياسى و الاقتصادى والاجتماعى بما يتوائم مع الغرض الامريكى وهو صد الشيوعيه من جهه ، دون صعود قوتها العسكريه من جهة اخرى
--------------------------------------------------
ورغم ان هذا لم يكن يمت للرأسماليه او الديمقراطيه باى صله ، لكن من قال لك ان نشر الديمقراطيه كان الهدف الحقيقى ؟!

لم يتبق طبعا بعد عمليات الاستبعاد والتصفيه فى النخبه سوى من ينادون بالذوبان الكامل فى الحضاره الغربيه ، و هو ما وجد قبولا واسعا من الشعب اليابانى ولم يجد من يقول ان تلك الحضاره كافره !

المهم ان الامريكان فوجئوا باستسلام اليابانيين الكامل لشروطهم ( استسلام نابع من الشخصيه الواقعيه العمليه التى ذكرناها ) وتقبلهم لكل هذا ، و استعدادهم الكامل للذوبان فى الحضاره الغربيه بالشروط الامريكيه ، وهو ما جعل الامريكيين يفكرون فى ضرورة الاسراع فى الخطوه الاخيره التى ذكرناها ، لكن التخوف كان لا يزال قائما من تنامى القوه العسكريه لهم !

فى ذلك الوقت كانت اليابان تعانى من انخفاض الناتج الاجمالى لها بعد الحرب ، و من حالة سيوله و رخاوه فى ادارة الدوله تشبه تلك التى عاشتها مصر عقب يناير 2011 ، واسوأ ، كان الاستيراد حتميا لضعف الانتاج ، و كانت النتيجه هبوط الين و التضخم ، وارتفاع الاسعار ، ومن ثم مطالبات بزيادة الاجور ، و اضطرت الحكومه اليابانيه لتوزيع دعم عينى ( تموين ) من الطعام والملابس لانقاذ الناس من المجاعه المتوقعه ، و انهمرت المساعدات العينيه الامريكيه عبر توصيات ماك ارثر للتقارب مع اليابانيين كشعب!

فى ذلك الوقت كانت الحكومه اليابانيه تحاول شيئين يصعب تحقيقهما فى وقت واحد ، الاول كبح التضخم ، والثانى رفع معدلات النمو ، والنتيجه انها فشلت فى ذلك ، واضطرت ان تختار بينهما لان النمو فى تلك المرحله تسبب فى عجز اكبر بالموازنه و دائره مفرغه من ارتفاع الاسعار و انهيار سعر الين ، واضطرت الحكومه لاعلان هذا للشعب ، وبنصيحة الامريكان ، كان من الضرورى خفض النفقات و تقليل عجز الموازنه ، باختصار ، موازنة تقشف عامه ، وقامت الحكومه اليابانيه بالتضحيه بمعدل النمو فى سبيل التحكم فى التضخم و عجز الموازنه ! ( يذكرنا هذا بما تقوم به الحكومه المصريه الان ، لانها تفعل ما حاولت ان تفعله الحكومه اليابانيه بان ترفع معدلات النمو وتخفض معدلات التضخم ، و الامر شديد الصعوبه ، وقد يصل لدرجة الاستحاله احيانا ، لكن اسباب التضخم فى مصر يعود بعضها الى عملية الاصلاح الاقتصادى التدريجى وليس لانخفاض الانتاج فجأة كما حدث فى اليابان ،ولهذا متوقع ان تنخفض معدلات التضخم بشكل افضل بعد ان تنتهى اخر شريحه مقرره من رفع الدعم عن الطاقه فى مصر ، لكن لا تستطيع مصر ببساطه ان تخفض الانفاق الحكومى لانه يشكل قدرا كبيرا من النمو فى مصر ، كما ان القطاع الخاص ضعيف رغم كافة المحاولات نظرا لعزوف المصريين عن الاستثمار الجاد عكس الشعب اليابانى الذى تولى قيادة النمو فى بلاده رغم تخفيض الانفاق الحكومى 

المدهش ان الشعب اليابانى تقبل هذا بصدر رحب ، و رغم ان خفض النفقات شمل فى الاساس الغاء الدعم ، ورغم سوء الاحوال وقتها ( ايام سوداء بالمعنى الحرفى للكلمه ) الا ان اليابانيين ادهشوا الجميع ، اذ دخل كل فرد واسره فى نظام تقشف خاص به ، اقسى من النظام الحكومى ،والهدف كان الادخار ! وسبق ان تكلمنا عن حتميته لتقدم الامم ومنها مصر طبعا فى هذا المقال

️( طبعا ده يفكرك بمواقف غير مسئوله و غير واعيه ، من بعض المصريين ، وان كانت اليابان لم تبتلى بجماعات وتنظيمات متطرفه تشعل النار بالافكار غير العقلانيه والبعيده عن الوعى ، ما ساعد الشعب اليابانى على النضوج وتحمل المسئوليه 

باختصار حاول الصناع والزراع فى ذلك الوقت بناء ورشهم ومزارعهم ومصانعهم واعادتها للعمل مره اخرى ، و تمويل ذلك بالادخار على حساب الاستهلاك الشخصى وطبيعة الطعام ، والعوده لاكل الرز و السمك النىء كاجدادهم مره اخرى ، وتمكنوا فعلا من تحسين الاوضاع !

فى نفس الوقت صدرت قوانين اصلاح زراعى ( كجزء من استراتيجيه الامريكيين لتفكييك الكيانات الاقتصاديه اليابانية العملاقه ) بتحديد الملكيه الزراعيه ، وكان امرا شاذا للغايه ان تقوم به امريكا رغم انه اصلاح اشتراكى كامل !! الغريب فعلا انه نجح فى زيادة وتحسين الانتاج الزراعى اليابانى ! وهو ما يجعلك ولا بد ان تعيد نظرا ، فى ما قام به عبدالناصر بعد ذلك بسنوات قليله ، ووقتها كانت تجربه ناجحه بكل المقاييس فى عصره، ولم يفعل عبدالناصر سوى انه استلهمها وطبقها كما يفعل اى انسان طبيعى فى استلهام التجارب الناجحه !

المهم ان نجدة السماء حدثت فجأه ، حيث ان النمو الشيوعى الصينى كان يتزايد ، ما دفع الامريكان بمزيد من التمسك بتنمية اليابان ، وكما كانت الحرب العالميه الاولى فاتحة خير على الاقتصاد اليابانى ، كانت الحرب الاهلية الكوريه ، منعطف تاريخى للاقتصاد اليابانى بعد الهزيمه !! قتال شمال كوريا مع جنوبها بايعاز من الايدولوجيات المتصارعه ، الشيوعيه شمالا ، و الرأسماليه جنوبا !

كانت المصانع وقتها على اهبة الاستعداد للعمل الشاق مع التقشف القاسى !

قوات الامم المتحده ( وامريكا تحديدا ) فى مواجهة الشيوعيه ، فمن اين تحضر الامدادات ؟ انظر لاى خريطة ستجد الصين والسوفيت فى معسكر الاعداء ، واقرب دوله منتجه كانت اليابان ، واستغل اليابانيون الفرصه بشكل مذهل ، ونجحوا فى مضاعفة الناتج الاجمالى عدة مرات ، ومضاعفة الصادرات بشكل سريع جدا ، عمل متواصل لساعات طويله وباجور قليله جدا، مشروعات صناعيه جديده بتمويل ذاتى من ادخارهم ، وخطوط انتاج تتزايد فى وقت قصير استفادة من فرصة الحرب !

حاولت امريكا دفع اليابانيين لتسليح انفسهم والمشاركه فى الحرب الكوريه جنبا الى جنب معهم والاستفاده من خبرتهم فى قتال الصين وكوريا ، لكن المدهش ان اليابانيين رفضوا العرض الامريكيى ، و قرروا انهم لا يريدون الان سوى بناء الاقتصاد اليابانى ، وانهم يفضلوا العوده الى اتفاق الاستسلام ، والعيش فى عزله اختياريه عن الاحداث الخارجيه و التركيز فقط على الاقتصاد والبناء !!

العزله ليست بجديده على التاريخ اليابانى كما ذكرنا بل ان اغلب تاريخهم عزله اختياريه لقرون !

لكنها هذه المره صارت عزله عن اتخاذ اى قرار متفاعل مع السياسه الخارجيه والدوليه ، انعزال عن الصراعات العسكريه ، فقط اقتصاد واقتصاد واقتصاد!

افاد اليابانيون بقوة من الحرب الكورية فى تصدير منتجاتهم وبعدما انتهت كانت الاقتصاد اليابانى بدأ فى الاستفاقة !

بدأ اليابانيون فى دراسة السوق العالمى ، وجدوا ان الدول الاسيويه بدأت فى التحرر ، ولا شك انها ستتوجه الى التصنيع يوما قريبا ، وستواجه مصنوعات اليابان منافسه شرسه بلا شك ، ولهذا قررت تغيير خريطه صادراتها وانتاجها ، وبدأ صناع النسيج يهجرون الصناعه الى الصناعات التى توقع الخبراء ان لها مستقبل اكبر و انها ستكون اصعب على الدول المجاوره ، فتوجهت الى الصناعات الدقيقه ( كاميرات ، اجهزة طبيه ، اجهزة قياس ) والى الالكترونيات التى كانت بدأت تشهد ثوره بعد اختراع الترانزستور 1955 م ( فى الحقيقه ان هذا يذكرنى ان صحت المقارنه ، بما تقوم به الحكومه فى مصر الان من دعم التحول للسيارات الكهربائيه وتصنيعها بشكل اوسع من صناعة السيارات التقليديه التى لا تلق نفس الدعم والسرعه فى انجاز القوانين والمشروعات ، رغم هجوم وسخرية الكثيرين ، لكن الحقيقه ان هذا درس يابانى للمستقبل ، ان تستقرئه ، بحيث وقت ان تصبح السيارات الكهربائيه امرا واقعا ، يصبح لمصر مكانه محترمه فيها بدلا من الدخول فى مجال محكوم عليه بالانقراض والفناء ان اجلا او عاجلا ، لكن كم مصرى توجه للاستثمار فى هذا المجال ؟!! انت تعرف الاجابه ، واعتقد بدات تفهم اين العيب ، شىء مماثل يقال عن توجهنا للطاقه الشمسيه وطاقة الرياح و الطاقة النوويه بقوه مع توجهنا للطاقه التقليديه لحل المشكلات العاجله

لم يتجمد اليابانيون ولم يرفضوا التجديد ( كما فعلنا لعقود وقرون تحت مسميات شتى )، بل تعلموا ان الدرس الاهم للتقدم ، هو التحديث وتقليد الناجحين !

وخلال عقدين ، وبوصول السبعينات ، كانت اليابان هى القوه الاقتصاديه الثالثه او الثانيه فى العالم بعد الولايات المتحده الامريكيه

و يندهش الكثيرون كيف قام الصانع اليابانى بادخال التكنولوجيا الحديثه الى بلده ؟!

Comments

Popular posts from this blog

فيلم الشعله ....معلومات لا تعرفها عن فيلم كان يعرض كل عيد

يتذكر اجيال ما قبل التسعينات   فيلم الشعله ، الفيلم الهندى الاشهر  اعتدنا جميعا ان نشاهده ظهر احد ايام العيد على القناة الثانيه المصرية يرتبط الفيلم مع بعضنا بذكريات الاعياد ، او حتى نوادى الافلام الهنديه ، التى كانت تعرض تلك الافلام وعلى راسها فيلم الشعله كمقهى صغير لجذب الرواد ، منذ نهاية السبعينات  نرصد معا بعض المعلومات عن الفيلم الذى لا ينساه مصرى او مصريه فى ذلك الزمن الفيلم من انتاج عام 1975م  تم تصوير الفيلم لمدة تزيد عن العامين والنصف تم عرض الفيلم فى السينمات لفتره اسطوريه ، تصل الى 5 سنوات تقريبا ، وهو امر غير مسبوق طبعا ابطال الفيلم  ا ميتاب باتشان لم يكن هو البطل الاول للفيلم فى شخصية جاى ، وانما كان فى وقتها نجما صاعدا ، حيث ان مسيرته وقت اختياره كانت 3-4 سنوات فقط فى بوليود بينما كان بطل الفيلم الاول هو  دارمندرا الذى قام بشخصية فيرو  لهذا كانت وفاة اميتاب فى الفيلم طبيعيه ، وان كانت صادمه للجمهور العربى عموما ، والذى يعتبر وجود اميتاب باتشان فى اى فيلم  يعنى انها بطولته المطل...

ما هو ترتيب مصر عالميا من حيث الجريمه المنظمه و خدمات الشرطة ؟

احد الموضوعات الحرجه والتى يتجنب الكثيرون الحديث عنها  واحد اكثر الموضوعات التى حدث فيها غسيل دماغ للمصريين  هناك معيار دولى سنلتزم به وهو تقرير التنافسيه العالمى 2018 The Global Competitiveness Report  يعطى التقرير الشرطة المصريه من حيث الموثوقيه والاعتماديه Reliability of police services درجة 4.8 من اجمالى 7 درجات طبقا للمقياس الخاص بهم  المفترض ان 7 هى افضل مستوى للموثوقيه  و 1 هى اقل مستوى  ترتيب الشرطة المصريه وخدماتها هنا كان 51 عالميا من اجمالى 140 دوله  وهو ترتيب جيد جدا ... انت تقريبا فى الثلث الامامى  ترتيبك فى الجريمه المنظمه هو 43 على العالم ، بسكور 5.3 من 7 ، وهو ايضا سكور جيد جدا بين دول العالم الثالث ، ان لم يكن ممتازا ، ولاحظ انه يرتبط نسبيا بكفاءة جهاز الشرطه ماذا عن دوله مثل تركيا ؟  ترتيب موثوقيه واعتمادية خدمات الشرطة التركية عالميا هو 90 و بسكور 4.1 فقط  الجريمه المنظمه فى تركيا يجعلها فى الترتيب 91 عالميا وبسكور 4.4 اذن باختصار الشرطه فى مصر اكثر ...

لماذا تحالف اليساريون مع الاخوان؟ الحلقة الاولى..... اليسار

الحلقة الأولى  اليسار المقال ده باجزاءه ، غرضه التبسيط والتوضيح للقارىء العادى ، وليس الخلاف حول التعريفات السياسية المتخصصه هحاول هنا اربطلك شوية حاجات تبدوا مبهمه احيانا للقارىء العادى لحد ما نوصل مع بعض لاجابة السؤال اللى فوق اى عارف بتاريخ اليسار سواء فى مصر او غيرها ، سيعلم علم اليقين ان العلاقة بينه وبين اليمين الدينى المتطرف وجماعاته "كجماعة الاخوان" كانت دوما علاقة عداء صريح ، علاقة يشوبها الاتهامات المتبادله ، وانعدام الثقه لكن اى نظرة لعلاقتهم فى السنوات الاخيره ستصيبك بالاندهاش ، اصبح الاثنان فى معسكر واحد دوما ، وعادة ما يكون هذا المعسكر ضد الدوله نفسها ، والانكى ان تجليات التعاون عادة ما تنتهى فى غير صالح اليسار، فلماذا التعاون والالتصاق المستمر اذن؟! لكى نفهم الامر بشكل افضل تعال فى رحله بسيطه حول المسميات والافكار من هم اليساريون؟ كلمة اليسار فى الفكر السياسى تعود اساسا لعصر الثورة الفرنسيه عندما كان المعترضون او المعارضون ، الراغبين فى هدم النظام الحالى واستبداله بنظام اخر يجلسون الى اليسار ، بينما المؤيدون والمحافظون وال...