الحلقة الرابعة ولادة نظام شرق اوسطى جديد

الحلقة الرابعة....ولادة نظام شرق اوسطى جديد

تكلمنا فى الحلقة السابقه عن بداية حرق الكروت القديمه 

قصقصة ريش الوكلاء القدامى 

لافساح المجال للنموذج الجديد ليتم تطبيقه على الارض

كانت بداية الامر مع ايران ، النظام المارق ، لكن لم يكن هذا نهاية الامر

كان الدور على النموذج الاردوغانى 

و الذى كان قد تم بناءه لتصدير المهاجرين كما اوضحنا ، ويتم استعمالهم كغطاء لتمويله ودعمه اثناء تنفيذ المخطط 

 الا انه لم يعد مقبولا بشكل شعبى فى اوروبا ، نظرا لفشله على الارض اولا ، ثانيا لكثرة مشاكله مع جيرانه و عدم قدرته على تنفيذ وعوده السابقه بتمكنه من ان يكون النموذج الحلم، والوكيل الاوحد للسنه فى العالم العربى 

 لهذا ترك اردوغان ليلاقى مصيره من خلال التأزم المتوقع للفقاعه التركيه التى انتفخت بأسرع واكثر مما تحتمل

لهذا تفهم لم هذا الدفاع المحموم من تيار الاسلام السياسى عن تركيا وعن ايران 

ببساطه سقوط هذه النماذج يعنى انتهاء مرحلتهم ايضا 

فمن المفهوم والحتمى ايضا ، ان تصعيد الاسلام السياسى مع الهلال الاعجمى ، سيكون من الضرورى انهاءه لاغلاق اوراق تلك المرحله باعتباره ايضا كارتا محروقا ، ولم يعد مقبولا على نطاق واسع

لهذا بدأت عملية التحديث و كشف رموز هذا التيار المتواطئه ، مع تقدير نماذج جديده تنويريه وتحديثيه ، بعيدا عن الاخوان واذرعهم الاخطبوطيه

فلا تستغرب ان تجد بعض الفئران تقفز من السفينه الغارقه مؤخرا باعلان ( التوبة و انتهاج منهج جديد )

فالاعلان الامريكى عن دراسة جادة لوضع جماعة الاخوان كجماعه ارهابيه ، سيكون مماثلا تماما لعملية وضع الحرس الثورى الايرانى كجماعه ارهابيه

بمعنى انك تقطع الذراع التركيه ، كما بدأت فعلا فى قطع الذراع الايرانيه

العملية تسير بنظام كامل و بهدوء وترتيب وطبقا لجدول زمنى محدد

لهذا ستجد التغيرات فى الانظمه المواليه لتركيا حادة ومفاجئه وكلها فى توقيت متقارب ، كما حدث فى السودان ( رغم عدم استقرار الامور الى الان ولا تزال ضبابيه بخصوص المستقبل ) ، وكما يحدث فى ليبيا ، اضافة للضعف الواضح لعملاء ايران باليمن وتراجع الدعم المعتاد من محركيهم بطهران

الغرب الان مستعد للتعامل مع الممثلين الجدد للوطن العربى ويقوم ترامب باتمام اتفاقاته ، بانهاء القدرات التى تم بناءها وتضخيمها للهلال الاعجمى ( المحور التركى الايرانى القطرى ) ، والتعاون  مع المحور الجديد الذى فرض نفسه على الارض كأمر واقع

لهذا لا تستغرب الضجيج التركى والايرانى

ايران تعلن انها ستعيد الانشطه النوويه وهى نفس اللعبه القديمه التى لا تملها عبر سنوات طويله من الابتزاز التقليدى

وتركيا لا تزال تحاول ان تتحرش بقبرص جارتها الضعيفه ، لتقول انها لاتزال موجوده ، ومؤثره وان استبعادها من محور الوكلاء قرار غير سليم 

 هى فقط تحاول ان تحسن شروط التفاوض ، لكن الحقيقه والواقع ، انها غير قادرة على فعل شىء ( عملى ) فى المياه القبرصيه ، ولا تستطيع ان تنقب فعلا عن الغاز ولا ان تتنشىء انابيب لنقله ان استطاعت الحفر ، وكان الرد مباشرا من ( الاتحاد الاوروبى ومصر ) وعلى الرغم انه يبدوا للوهله الاولى ان مصر ليست معنيه بالامر ، لكن ، سبق ان تحدثنا عن منتدى غاز شرق المتوسط ، وان مصر هى قلب المنتدى والمحرك الرئيسى له ، ولهذا تم عقده فى القاهره ، ومصر سيكون من دورها الجديد اضافة التوازن للمنطقه ،والذى مال لفتره طويله بقوه لصالح تركيا تحقيقا لرغبات الغرب فى استعمالها كوكيل للعالم العربى

وقد رد الاتحاد الاوروبى بشكل عملى ، بان اعلنت كبرى شركات اوروبا النفطيه ( توتال واينى ) نيتهم التوسع فى الاعمال فى المياه القبرصيه ...

هذا التوسع بلا شك جاء من خلال الدعم الاوروبى ، للشكل الجديد الاكثر استقرارا والاقل كلفه ، والذى تقدمه مصر وحلفاءها فى المحور او الهلال العربى

اذن فالجعجعه الايرانيه والتركيه هى فى حقيقتها محاولات لتحسين شروط التفاوض ، ولفرض انفسهم على الارض مره اخرى لعل وعسى 

لهذا لا تستبعد محاولاتهم اشعال المنطقه بعمليات من خلال اذرعهم الارهابيه هنا وهناك ، وهى امور متوقعه 

لانهم يديرون معركة بقاء فى الضوء ، او الخروج الى الكواليس

بقاء فى دائرة التمويل والحمايه ، او الخروج الى دوائر الحظر و الملاحقه القانونيه والعار

محاولات متألمه تذكرنى بما كانت تفعله الانظمه العربيه فى نهاية العقد الاول من القرن العشرين ، بعد ان ايقنت ان امريكا مصره على خطتها فى تكوين ما عرف بعد ذلك بالربيع العربى لتصعيد محور تركيا وايران و قطر ، انها الام مخاض النظام العربى الجديد

واذا رغبت فى الحديث عن صفقة القرن ، لابد ان تضع كل ما سبق فى اطاره ثم تكلم بعد ان يتم اعلان كل شىء 

الحرب لم تنتهى كما يتوهم الكثيرون ، انما فقط ، اقتربنا من حسم احدى اهم معاركها 

-------------------------------
الحلقة الخامسة .... ما الفارق بين النظامين ؟