الحلقة الثانيه..... تكوين الوكلاء الجدد
كانت الرغبه تقوم على
تقسيم العالم العربى الى قسمين من حيث النفوذ
قسم سنى ، وستمثله
تركيا الاردوغانيه وتم اختيار اردوغان لهذا الغرض منذ فتره طويله وبدعم من السفير
الامريكى الاسبق بتركيا مورتون ابراموفتش (و غيره ) وسنتحدث عن هذا فى اوقات لاحقه
حتى لا نتشتت ، و ستستخدم ذراعا ايدولوجيا اساسيا يتمثل فى جماعة الاخوان ، وكل الجماعات
المنبثقه عنها ، وسيستعمل الجميع خطابا شعبويا يدور عند مخاطبة المسلمين او
الاسلاميين حول الخلافه وتطبيق الشريعه ، وعند مخاطبة غيرهم حول حقوق الانسان
والحريات وذلك بهدف تغيير نظم الحكم فى تلك الدول الى نظم حكم مواليه للنظام
التركى ، بمعنى اننا كنا امام عملية احياء للدوله العثمانيه بشكل اكثر معاصره ، وبنفس العيوب القديمه
قسم شيعى ، ستمثله
ايران بما لها من جيوب شيعيه فى شرق الوطن العربى ستجدها فى الخريطة باللون الاحمر
، ولم يكن بالضروره ان تصل كل هذه الجيوب الى الحكم ، وانما كان يكفى بالنسبه لها
القفز الى السلطة فى البحرين و اليمن ، مع نفوذ اقوى فى العراق ولبنان ، وبقاء
السلطه فى سوريا قريبا منهم ، اضافة الى محاولات لاثارة القلاقل فى باقى دول
التعاون الخليجى كأوراق ضغط
ولتنفيذ هذا كان من الضرورى صناعة النموذج
التركى الاردوغانى على مرحلتين
تقديمه على انه نموذج الاسلام " المعتدل
" نقيض " التطرف الذى كانت تمثله القاعدة وقتها ، الاسلام الذى لا
يتعارض مع الغرب وفى نفس الوقت يثبت انه من الممكن ان يبنى المسلمون دوله "
علمانيه ، ديمقراطيه ، متقدمه " ولا تتصادم مع الغرب ، كما يعتقد هنتجنتون
ومناصروه
هذا النموذج كان يقتضى ان يقدم الغرب
استثمارات ضخمه لتركيا ، تمثلت فى شراء اصولها ( عملية الخصخصه ) وفتح الابواب
للاقتراض سواء للقطاع الخاص او العام ، لتوفير المال الكافى لبناء الاقتصاد التركى
، وتستخدم الحكومه عوائدها المتزايده بسبب هذا الازدهار السريع ، فى البنى التحتيه
، مع انخفاض البطاله وارتفاع فى مستوى الدخل ( رغم التضخم المتسارع وانخفاض قيمة
الليره التركيه بشكل مستمر )
اضافة الى تسليط الاعلام الغربى الاضواء على
" التجربة التركيه " وتنجيم اردوغان باعتباره " صانعها " وباعتباره نموذج ( ديمقراطى ) ينبغى الاحتذاء به من قبل الحكام العرب ( الدكتاتوريين حسب الدعايه الغربيه )..
وكان يتم توصيل كل هذا للمواطن العربى من
خلال جماعة الاخوان ، ما تطلب توسيع دورها فى الدول التى تتواجد بها ( الخريطه
المرفقه ستجد بها اهم تلك الدول والتى وصلت الجماعه فيها فعلا اما الى الحكم او
قريبا من دوائره فعلا ... باللون الازرق )
فكان من الضرورى الضغط على دول المنطقه
وانظمتها لاعطاء الحريه لتلك الجماعه تحديدا من بين مجموعات اخرى يساريه
لتخدمها (سبق ان شرحنا هذا بالتفصيل فى
سلسلة علاقة اليسار بالاخوان )
بدأت تظهر اثار الضغوط على الانظمه العربيه ،
فبدأت بالسماح للاخوان بالفوز فى المجالس النيابيه ، ولقياداتها بالكتابه فى صحف
المعارضه ، وازدهرت الجزيره القطريه فى هذه الفتره
وبدأ التقارب الاخوانى الغربى فى الصعود
والسماح لجمعياتهم فى الغرب بالعمل بشكل اوسع لمخاطبة المواطن الغربى وتوصيل فكرة
مفادها ، ان الجماعة حلوه وروشه وزى الفل وليست كما يظهرها الاعلام التقليدى فى
الدول العربى ذو الانظمه " الديكتاتوريه الوحشه " كمتطرفين او ارهابيين
، بل انهم مثل " تركيا الاردوغانية " اى اسلام معتدل متوافق مع القيم
الغربيه ...
بدأ فتح الابواب لنقل الاموال هنا وهناك ،
تسهيل القنوات لليوم الموعود حيث سيكون مطلوبا من الجماعه نقل الاموال ، المسلحين
الى الاماكن المطلوبه
كان هذا كله تمهيدا ليوم التنفيذ
هذا من الجانب السنى
--------------------------------
اما الجانب الشيعى
فكان من الضرورى فك
الحصار المحيط بايران لتتمكن من دعم جيوبها الشيعيه فى الدول المطلوبه ، فتم عمل
الاتفاق النووى برعاية غربيه لتتمكن ايران من بيع كميات وفيره من النفط ، وتمويل
عمليات تسليح جماعاتها فى اماكن تواجدهم ، وتدريبهم من خلال الحرس الثورى ، وستغض
الدول الغربيه الطرف عن هذه الانشطه وكانها " عامله نفسها نايمه "
تم تنجيم حزب الله بعد الحرب الاسرائيليه
اللبنانيه ، وقام الاعلام الاخوانى و اليسارى المتوائم معه ، بتصوير المليشيا
الشيعيه باعتبارها بطلا ورمزا للجهاد ، وتم الضغط على اسرائيل للاكتفاء بما فعلته
، لاتاحة الفرصه لهذا الصعود
اما الحوثيون فكان يتم تدريبهم وتوفير
الملاذات الامنه لقادتهم فى الدوحة وايران ، وفتحت الجزيره ايضا ابوابها لهم ،
لتصويرهم بشكل المعارضه المظلومه فى اليمن
الخلاصه تم تجهيز المشهد بشكل كامل لتنفيذ
الربيع العربى ، والذى يمكن توصيفه فى الحقيقه على انه اعادة تكوين وكيل للمنطقه ،
يكون على شكل هلال أعجمى يبدأ فى اسطنبول ويمر بطهران وينتهى فى قطر التى شكلت
الشوكة فى الخاصرة العربية
هذا كان الوضع قبل ان تنقلب الامور
----------------------------