يعيش المواطن (ايا يكن اسمه) فى اغلب بلاد العالم شاكيا من موجات الغلاء التى تضرب قدراته الشرائيه بعنف متصاعد ، راتبه يتبخر بشكل سريع يفوق قدراته على التعويض، ويغمض عينه ويترك لذاكرته العنان ، ليسترجع اسعار السلع فى طفولته وشبابه ، يتحسر كيف كان كيلو اللحم بعشر قيمته الحاليه وربما اقل، ثم يتنهد فى يأس ويقول "متى تنخفض الاسعار؟!!" اسمع جنى الامنيات يصرخ فى مصباحه ويقول "احذر مما تتمنى ايها الساذج!!" غالبا لا يعلم مواطننا المجهول الاسم (فلنسمه سين) انه ومنذ ظهور النقد بصوره المتدرجه حتى عصر البنكنوت ان التضخم امر شبه حتمى فى حياته، الاسعار ترتفع جيلا بعد جيل، نسى ان اباه طالما اشتكى من الاسعار وتحسر على اسعار"زمان"، نسى ان جدته شبه الكفيفه طالما حكت له عن "خير زمان" عندما كانت تستطيع ان تؤجر شقة بثمن شطيرة فى عصرنا، نسى انه كان يسخر من كل هذا ويعتبرها خرافات العجائز، والان حان دوره التضخم ذلك الوحش المقيت، يكرهه (سين) كراهة الموت ويتمنى لو كان رجلا ليقتله ويخلص الناس من شره!! لم يحظ فى علم الاقتصاد مصطلح ما بما حصل عليه...
مقالات ثقافيه سياسية اقتصادية متنوعة