الحلقة الأولى اليسار
المقال ده باجزاءه ، غرضه التبسيط والتوضيح للقارىء العادى ، وليس الخلاف حول التعريفات السياسية المتخصصه
هحاول هنا اربطلك شوية حاجات تبدوا مبهمه احيانا للقارىء العادى لحد ما نوصل مع بعض لاجابة السؤال اللى فوق
اى عارف بتاريخ اليسار سواء فى مصر او غيرها ، سيعلم علم اليقين ان العلاقة بينه وبين اليمين الدينى المتطرف وجماعاته "كجماعة الاخوان" كانت دوما علاقة عداء صريح ، علاقة يشوبها الاتهامات المتبادله ، وانعدام الثقه
لكن اى نظرة لعلاقتهم فى السنوات الاخيره ستصيبك بالاندهاش ، اصبح الاثنان فى معسكر واحد دوما ، وعادة ما يكون هذا المعسكر ضد الدوله نفسها ، والانكى ان تجليات التعاون عادة ما تنتهى فى غير صالح اليسار، فلماذا التعاون والالتصاق المستمر اذن؟!
لكى نفهم الامر بشكل افضل تعال فى رحله بسيطه حول المسميات والافكار
من هم اليساريون؟
كلمة اليسار فى الفكر السياسى تعود اساسا لعصر الثورة الفرنسيه عندما كان المعترضون او المعارضون ، الراغبين فى هدم النظام الحالى واستبداله بنظام اخر يجلسون الى اليسار ، بينما المؤيدون والمحافظون والراغبون فى استمرار وتدعيم النظام ، وربما بقليل من الاصلاح يجلسون لليمين
من هنا اصطلح على وصف طالبى التغيير ، والمعترضين على الوضع الحالى باسم اليسار
تستطيع ان تفهم الان لماذا اصحاب هذا التيار فى حالة اعتراض مستمر ، لا يعجبهم شىء، يعترضون طوال الوقت بشكل يصبح مملا
الفكرة انه لو توقف عن الاعتراض والمطالبه بالتغيير سيفقد هويته كيسارى ، اللى هى تكاد تكون مرادف لكلمة معارض وراغب فى التغيير ، وسيتحول عندئذ ليمينى راغب فى الحفاظ على الوضع الراهن !!
وبالتالى من العقلانيه انك متطالبش اليسارى بالتوقف عن الاعتراض ، لن يستطيع ، حقق له 9 طلبات، سيظل يعترض لانك لم تحقق العاشر!
ستفهم بالتالى فكرة "" الثورة مستمرة"" ، هذا من ادبيات اليسار فهو يفكر فى التغيير دائما اكثر ما يفكر فى فائدة هذا التغيير او اضراره
اليسار عموما يؤمن بالحريات العامه والشخصيه و يدعوا الى تطبيق بعض الافكار الاشتراكيه بدرجات تتفاوت
ما هى درجات اليسار ؟
هل تعرف درجات الالوان ؟ يعنى لون واحد لكن له درجات مختلفه تستطيع العين تمييزها بسهوله ، وان كان فى النهايه اللون واحد
هنا ايضا ينطبق هذا على اليسار
اليسار ليس كله كتله واحده كما يتصور الكثيرون
هناك درجات من اليسار
اذا اعتبرنا ان الافكار السياسيه اليساريه عباره عن شريط قياس يبدأ من الصفر وينتهى الى عشره فممكن ان نجد هناك
يسار الوسط
فى البدايه عند الصفر والواحد ، هؤلاء هم الاقل تطرفا وغالبا يميلون لبعض الافكار الخاصة (بالعداله الاجتماعية) انما هم رأسماليين بالاساس
والى يسارهم بعض الشىء ستجد
(الديمقراطيين الاشتراكيين)
يعنى مثلا عند مقياس 2-4 ودول هتلاقيهم موجودين فى اغلب الدول الغربيه، بيؤمنوا بالحريات وبالديمقراطيه وبالسوق الرأسمالى برضه لكن مع بعض التعديلات والاصلاحات اللى تخلى فيه عداله اجتماعيه وفيه حقوق للعمال اكتر وفيه معاشات جيده واعانات بطاله ومكافحة فقر وهكذا
ستجد ان هؤلاء يحكمون الى حد ما فى المانيا وفرنسا و النرويج والسويد
اليسار (الديمقراطى الاشتراكى ) الاوروبى كان يدفع دائما من اجل تكوين الاتحاد الاوروبى وحرية الانتقال والعمل
بل نستطيع ان انقول انه كان يدفع فى اتجاه العولمه بشكل ما ، والاتحاد الاوروبى كان تجربه على مقياس صغير لتلك العولمه فى رأيى
يسار قومى
وهؤلاء معيارهم يتوقف على افكارهم ، فهناك معتدلون وهناك متطرفون ، وستجدهم نشطين جدا فى الاقاليم الانفصاليه او فى الدول المحتله ، وعادة ستجدهم يؤمنون بحمل السلاح لتحقيق اهدافهم ، وهى الاستقلال او الانفصال حسب الحاله
ستجدهم فى كافة الاقاليم الاوروبيه التى تدعو للانفصال ( مثل اقليم الباسك فى اسبانيا ) ، ستجدهم فى شمال ايرلندا ...الخ
كانوا موجودين بقوة فى مصر اثناء الاحتلال الانجليزى واصبحوا فيما بعد قادة اليسار ، زى د.رفعت السعيد رحمه الله
دول غالبا هيبقوا معادين للاخوان ولسبب واضح جدا ، هو انهم يسار قومى ، بينما بالنسبه لهم الاخوان جماعه لا تعترف بالقوميات ولا الدول وترغب فى اذابة تلك الدول والقوميات فى كيان تابع لها ، بالتالى فالعداء بينهم جوهرى
وهم دول اللى غالبا اللى كانوا بيظهروا كمناضلين فى الافلام العربى القديمه اللى بتتكلم عن الفترة دى ، الناس اللى بتطبع منشورات وتعمل مظاهرات عشان الاستقلال
اغلبهم طبعا بعد ان يتحقق الاستقلال بيهدأوا وبيأيدوا الرئيس اللى ساعد على تحقيق ده ، زى ما حصل مع عبدالناصر فى مصر، اغلبهم تحول انه يبقى ناصرى فى الفتره دى وشاف انه كده حقق هدفه اللى هو الاستقلال وشاف ان القرارات اللى بياخدها عبدالناصر كافيه جدا للتغيير اللى كان بيطالب بيه كيسارى
قليل منهم اللى استمر فى حالة الاعتراض الابدى غالبا كانوا بيبقوا الشيوعيين الماركسيين الاكثر تطرفا فى اليسار وهنتكلم عنهم لسه
فى المقياس اليسارى الذى ذكرناه ، سنجد ان بعد 5 هناك حركات اكثر تطرفا
الشيوعيون
وهى التسميه التى اعتدنا عليها لوصف كل من ينتمى لليسار لكن الحقيقه اننا نقصد اليسار المتطرف
الاشتراكيون الثوريون
هؤلاء كما ترى من الاسم لديهم افكار اشتراكيه ، لا يؤمنون باقتصاد السوق اصلا وبالتالى لا معنى لاضافة اصلاحات اشتراكيه عليه ، يعتبرون الرأسماليه عدوهم الاول ، اما وسيلة تحقيق هذا فهى ( الثورة) كما هو واضح من اسمهم وليس من خلال ( الصندوق )
وذلك على عكس (الديمقراطيون الاشتراكيون) الذين يرون الرأسماليه نظاما جيدا لكنه بحاجه لتعديلات لتحقيق العدالة الاجتماعية (لهذا هم اشتراكيون) ووسيلة تحقيق هذا هو من خلال الانتخابات (الديمقراطيه)
طبعا من المفهوم ان هؤلاء لا يؤمنون الا بالثورة كوسيلة للتغيير وهؤلاء طبعا اكثر ناس مؤمنين بفكرة ""الثورة مستمرة"" ، فاذا لم تحقق الثورة الاولى اهدافها فسنذهب الى ثورة ثانيه او ثالثه ، لا يهم العواقب او الاضرار ، لا يهم سوى فكرة "" المد الثورى"" لتحقيق الاشتراكيه الكامله ( المساواه ) ولاحظ اننا تجاوزنا فكرة العدالة الاجتماعية الان ، الى الكلام عن "" المساواة"" والفارق جوهرى طبعا
تلك الفئة عادة ما تصطدم بكافة الحكومات وستجد دائما ان هناك تعقبا لها من قبل اى جهاز امنى على وجه الارض نظرا لطبيعة التنظيم التى تميل لتعطيل الانتاج وايقاف الاقتصاد من اجل دفع الجماهير للثورة !! اضافة لافكارهم التى سيعتبرها اى نظام افكارا تخريبية !
من اشهر هؤلاء فى مصر ، كمال خليل ، ماهينور المصرى و حسام الحملاوى وهيثم محمدين ...الى اخر الاسماء المعروفه
ملحوظة اعتراضية: هتلاقى فئة ""الفيمنيزم"" بأحد اعلى نبراتها موجودة فى المنطقة دى من اليسار.وعشان كده برضه هتلاقى اغلب الفضائح اياها تقع فى هذا النطاق او حتى يسارا له
نظرا لاهتماماتهم التخريبيه ، فقد اجتذبوا اليهم الاخوان مبكرا ، فكلاهما يستهدف غاية واحده ، وهى تغيير النظام نفسه ، وبالقوة ، لكن كل له هدف منفصل بعد ذلك ، وبدأ هذا فى اواخر الثمانينات واوائل التسعينات (ولهذا التاريخ اهمية سنتكلم عنها لاحقا) ، لكن كان من اوائل عمليات التقارب ، مسالة الانتفاضه الفلسطينيه الاولى ، والتى ايدها اليسار الثورى باعتبارها ( ثورة فى سبيل الحرية) ، وايدها الاخوان لاسباب صرنا جميعا نعلمها !
وطبعا هذا التيارانتخب مرسى ثم قام بمعارضته كالعادة لانهم دائما ضد اى سلطة الى ان يمسكوا هم بالسلطه
من اشهر الامثله العالميه لذلك التيار ما حدث فى تكوين الاتحاد السوفيتى على يد البلاشفه اللى ممكن نعتبرهم ثوريين اشتراكيين
الاناركية:
يشتهر وصفهم بالفوضويين او اللاسلطويين ، دول من اسوأ الانواع لانهم بيرفضوا السلطه عموما ايا يكن اللى فيها
دول شايفين ان السلطه فى حد ذاتها هى العدو وشايفين انها الشر ، وان البشر من الافضل يعيشوا كده بدون سلطة او دوله
فيه فئة من اليساريين اسمها
البلانكيه
دول مش مشهورين ، بس فكرهم هو اللى معروف ، باختصار هم هيعملوا ثوره للتغيير زى الاشتراكيين الثوريين ، لكن مش من خلال ثورة شعبيه فى الاساس وانما من خلال تنظيم سرى صغير يتم تدريبه للقيام على اعمال مسلحه للاطاحة بالسلطة والافكار دى تحديدا انتشرت بقوة فى مصر بين اليساريين ايام الاحتلال الانجليزى ، حيث ظهرت القمصان الخضراء من مصر الفتاة التى كانت المنافس الاشرس لجماعة الاخوان كأحد الامثله العلنيه لهذا ، اضافة طبعا للتنظيم السرى لجماعة الاخوان ، وكان لكلاهما هدف معلن اساسى هو مقاومة الاحتلال ، اضافة للهدف المعتاد للاخوان وهو تكوين (الخلافة) ويكون التنظيم السرى نواة لجيش تلك الخلافة
---------------------------------
ههههههههههههههههههههههه
ReplyDelete