لماذا شهدت الثمانينات والتسعينات هذا التقارب بين اعداء الامس ؟!!
هناك اسباب متعدده
الاطروحة الاشتراكية كانت تشهد انهيارا تدريجيا وصل لذروته فى نهاية الثمانينات مع سقوط السوفيت وحائط برلين ، اليسار يترنح بقوه ويحتاج لتعديلات جذريه فى افكاره ، انهيارا كبيرا فى مستقبل اليساريين ، لا مؤتمرات لا منح ولا تمويلات من الكتلة الشرقيه بمؤسساتها الشحيحه بطبعها ، فتخيل ان تختفى حتى تلك القطرات القليله
فى الثمانينات طرحت امريكا وبريطانيا نظاما عالميا جديدا ، تاتشر وريجان اسسا النموذج النيوليبرالى الجديد ليحكم العالم بعد سقوط الشيوعيه المتوقع ، نموذجا تحكمه سياسات اقتصادات السوق ، والعولمه ، والتبعيه الكامله للغرب ، باختصار نموذج لحكم الشركات عابرة القارات للعالم كما تحكم امريكا
هذا الكلام النظرى
لكن على الارض يحتاج لتنفيذ
فكيف يتم هذا ؟ او بمعنى ادق كيف تم هذا ؟
كان لابد من اجتذاب اليسار للعمل تحت امرة الغرب حتى لا ينشق ويشكل خطرا ، بمعنى اخر كان من الضرورى احتواء اليساريين والهاءهم بلعبه جديده لتنفيس نشاطاتهم الفاشله عادة ، بما لا يضر المصالح الغربيه ، وحبذا لو لو انه يخدمها
لكن كيف ؟
لو لاحظت فان التقارب الاوروبى بعد الحرب العالميه الثانيه ، كان عباره عن تقارب بين دويلات صغيره اكبرها المانيا ، والتى كانت مقسمه بدورها لشرقيه وغربيه ، هذا التقارب برعاية الانجلوساكسون عبر الاطلسى كان حتميا لصد الخطر الشيوعى ، الان بعد قرب انهيار الخطر الشيوعى بسبب الغرق السوفيتى فى افغانستان كما كان مخططا ، والجماعات الدينيه كالاخوان تقوم بما هو مطلوب منها من حشد المقاتلين نيابة عن الغرب لقتال السوفيت ، بل وجمع التمويلات اللازمه ايضا ، حرب بالوكاله خدمتهم فيها الاخوان والجماعات التابعه لها باخلاص كامل ونظير تلك الخدمات حصلت على الترقيه المطلوبه وسنأتى لها فى حينها
المهم ان الاوروبيين لم يتقاربوا الا تحت ظرفين ، حروب طاحنه خلال النصف الاول من القرن العشرين ، رأى فيها الاوروبيون ويلات لم يتصوروا حدوثها ابدا ، جعلتهم اكثر قابليه للتنازل عن سيادتهم وقومياتهم لصالح مؤسسات دوليه اكبر ، التى اصبحت فى ما بعد الاتحاد الاوروبى ، اكثر قابليه للخضوع الكامل للنمط الغربى فى الحياه والسياسه والاقتصاد حتى لو لم يكن الافضل لهم ، عانت دول اوروبا الشرقيه كثيرا فى عملية التحول الاجباريه ، ولا تزال بعضها مغضوبا عليه غربيا مثل اغلب جمهوريات يوغسلافيا السابقه
باختصار كان المطلوب حروب بالوكاله ، متفرقه هنا وهناك فى الاماكن المطلوبه ، حروب شنيعه وبشعه ، صراعات اهليه مدمره ، لا تبقى دولا ولا اقتصادا ، الناجون فقط ، سيكونون اكثر استعدادا للاستسلام الكامل للنظام العالمى الجديد ، كما فعلت اليابان ، والمانيا واوروبا ، فلماذا سيكون الامر مختلفا فى الشرق الاوسط مثلا ؟!! صحيح هنا الاوضاع معقده ومتشابكه لكن الخطه لا تزال ساريه
وناجحه
من سيقوم بهذا الدور المدمر ؟
دور تفكيك مؤسسات تلك الدول وتغييب الوعى الشعبى لدفع شعوب تلك الدول الى شيئين
الثورة على مؤسسات الدول التى تنتمى لها تلك الشعوب
الاقتتال الاهلى والذى يدوم سنوات كانها بلا نهاية
والنتيجه النهائيه المطلوبه هى الناجون المستسلمون والمستعدون لاى شىء لايقاف ما يحدث ، ايا تكن الشروط
كان هناك جناحان لتلك العمليه
الجناح اليمينى وهو ينقسم لفئتين ، الفئه التى ستقوم بالعمل العسكرى والقتال الاهلى والعمليات الوحشيه المرعبه ، ودول الارهابيين المعلنين بشكل واضح زى داعش و القاعدة و جماعات التنظيم الخاص الاخوانى مثل حسم وانصار بيت المقدس وكتائب حلوان وغيره
والفئة التى ستقدم النموذج الاخر ، اللى هو يبدوا كيوت ولطيف وديمقراطى ( الجناح السياسى ) وده من الاخوان و حزب الحريه والعداله مرورا باحزاب الاخوان فى الوطن العربى وانتهاء بالعداله والتنميه فى تركيا واردوغان ، وده هيقدم دوره كوسيط مع الفئه العسكريه المتوحشه ( اللى هى فى الحقيقه بتتمول من خلاله كوسيط ومرتبطه معاه عضويا وفكريا وتنظيميا ) ، هو اللى هيقدر يوقف كل المذابح
دى- بمجرد عودة مرسى للحكم زى ما قال البلتاجى
و يلم الولايات والدول التى تم تمزيقها فى الحروب ، فى اتحاد فيدرالى منهك بعد الحرب العالميه الثالثه اللى دمرتها تماما واصبحت المنطقه مهيئه للاتحاد بالشروط التى ستمليها عليه القيادة الجديده عبر الاطلسى ، خضوع كامل دون سيادة وسيكون دورك فى العالم الجديد كمزود للطاقة ، وتشتغل فى مصانع هيسمحوا بوصولها ليك بتكلفة منخفضه لتتمكن الشركات الغربيه من منافسه الصين ، الهدف التالى مع روسيا طبعا
الجناح الاخر هو الجناح اليسارى وده المسئول عن
-عملية شحن الشعوب بالغضب من حكوماتها ، لا يوجد افضل من اليسارى للقيام بهذا ، هذا اقرب شىء لطبيعته الثائره دائما
-اضافة الى عملية حقوق الانسان ونشر الديمقراطيه ، افضل مسمار جحا تفتقت عنه العقليه الغربيه
بالتالى كان من الطبيعى ان يتم تسليم ملفات كصناعة الافلام و المنتديات والجوائز الثقافيه والصحفية (الملف الفكرى والثقافى للمؤامرة) ، ومؤسسات تمويل مؤسسات حقوق الانسان عبر العالم والموجهة تحديدا للدول المستهدف لليساريين القدامى ، لاحتواءهم من جهة فلا يوجهون سهام هجومهم على امريكا ، و لتوجيه تلك السهام حيثما رغبت الاداره الامريكيه
لاتتعجب ان لديك يساريين فى مصر لا تعرف لهم وظيفه محدده ورغم هذا فهم يعيشون فى مستوى جيد ، عادة سيقول لك انه صحفى استسهالا حيث تم فتح ابواب صحف كثيره له ليضع فيها اى كلام ، ليكون غطاء على التمويل القادم من المانح الجديد ، لا داعى لذكر اسماء
كما ان السيطره اليساريه على افكار المؤلفين المسموح لهم بالعمل فى السينما و المنتجين و الجوائز والمهرجانات ، كلها امور لا تخف على احد وستجد اتجاه مخرجين مشهورين بعينهم لعمل افلام تحمل قيم يساريه تحريضيه بشكل فج ، تحت بند عرض الواقع ، وانتشر هذا فى العقد الاول من القرن الحادى والعشرين ، ولا داعى لذكر اسماء ايضا ، فالكل يعرفهم
Comments
Post a Comment